Tuesday, December 30, 2008

يارب

يارب
!حنّن قلب الفراشة بقى

Sunday, December 28, 2008

Blessed



فى رحلتهما الطويلة فى أفق الصحراء اللامتناهى ...كان الشاب والكيميائي يأخذون قسطاً من الراحة...ظل الشاب صامتاً ليومين،كان الكيميائي قد طلب منه ان يصمت وأن يصغى بقلبه للغة الكون.ه
حدق الشاب فى طويلاً فى النجوم ...ثم سأل بصوت عميق:ه
لماذا علىَ أن أتبع قلبي دائماً؟ه
فرد الكيميائي:ه
لأنه حيث يكون قلبك.......يكون كنزك.ه
_______
باولو كويليو:الكيميائى

Tuesday, December 23, 2008

هو

أذكر تلك الليلة جيداً عندما أبى الكرى-كعادته فى تلك الليالى - أن يطرق بابى، كنت وقتها قد بدأت القراءة لجبران..كنت قد اخترت "الأجنحة المتكسرة" اخترتها لأنها كانت تناسب تماماً الأحداث فى تلك الفترة .تناولتها من على طاولة التى بجانب السرير وبدأت فى القراءة،خطفنى سحر جبران ساعة كامله إلى أن وصلت إلى تلك الفقرة حينما حولت سلمى وجهها نحوه وأخذت يده بيد مرتعشة باردة وبصوت يشابه تأوه جائع لا يقوى على الكلام قالت:ه
انظر الى وجهى ياصديقى .... انظر الى وجهى جيداً وتأمله طويلاً واقرأ فيه كل ما تريد أن تفهمه منى بالكلام ...انظر الى وجهى ياحبيبى ....انظر جيداً يا أخى .ه
تذكرت حينها تلك الفقرة التى وضعت خطاً تحتها فى إحدى صفحات الرواية ورحت أقلب الصفحات تباعاً إلى أن وجدتها ...يقول جبران:ه
إن الملامح التى تبيح أسرار الذات المعنوية تكسب الوجه جمالاً وملاحة مهما كانت تلك الأسرار موجعة وأليمه .أما الوجوه التى لا تتكلم بصمتها عن غوامض النفس وخفاياها فلا تكون جميلة مهما كانت متناسقة الخطوط متناسبة الأعضاء.
أعدت قراءة هذه الجملة مرتين، تذكرت تماماً لماذا وضعت خطاً تحتها. تلك الجملة تذكرني تماما به...تلمست احواله فى الفترة الأخيرة...بدا شارد الذهن...شاحب الوجه...وخطاً أسمراً راح يبدو واضحا تحت عينيه من جراء الأرق...بدا تماماً كما رأته هى فى أول مرة فى حياتها ....كان أيضا شاحب الوجه..وكان الجميع يرى ان وسامته راحت تخفت يوما بعد يوم، ولكنه لم يهتم....ما همه إن كانوا لا يستطيعون قراءة هذا الجمال الكامن فى روحه...هى وحدها من استطاعت أن تحس- قبل أن ترى- ذلك الجمال المتلألئ بين جوانحه.
طويت الرواية ووضعتها جانباً لكننى وجدت نفسى مدفوعاً بقوة خفية لأن أقرأ أول ما خطته يدها عنه....توجهت نحو هذا الرف فى آخر الغرفه..اخرجت من آخر الصف كشكول وردياً ..أزلت عنه التراب فانا لم ألمسه منذ ما يقرب من عام....فتحته تماماً على الصفحه...لأجد ذلك المقال الذى نشرته عنه،...... قالت فيه:ه
انا مضطرة اليوم الى إعلان ذلك السر الصغير الذى قرأه الجميع فى عيناى طوال الفترة الماضية...سأتحدث اليوم وأعلن على الملأ جواباً لكل الأسئلة التى طرحها أهلى وأصدقائى عن أسباب تغيري ...سأتحدث عن تلك البسمة التى أصبحت لا تفارق وجهى ....لحظات الشرود الجميل التى تنتابنى ....تلك الضحكات التى تخرج منى دون أن أدرى فى بعض الأحيان ....سأتحدث اليوم عنه...لأنه صار رغماً عنى شيئا لا أستطيع إخفاءه....لا أدرى ولكن للمرة الأولى أشعر بكلمة "ملأ علىَ حياتى" نعم ملأ وجوده حياتى...وصار الكون مكان آخر غير الذى اعتدته....أصبحت أراه على كل شئ وفى كل مكان...أصبحت أشعر انه فى نسائم الهواء التى تداعب وجهى فى الصباح....فى الهواء الذى اتنفسه ...انطبع وجه الجميل على صفحات قلبى وصار كل شىء داخلى يناديه....ليت لى قلماٌ كأقلام الأدباء كى أكتب فيه نثراً أو لساناً مثل لسان الشعراء كى أمطره شعراً...لكننى سأكتفى بما قالته "نوال مصطفى " فى "اللوحه" .. فلتسمح لى استاذتى المفضله أن اقتبس كلماتها ذلك لأنه أخبرنى انه يتمنى أن أصبح مثلك فى يوم من الايام.ه
تقول نوال:ه
صديقتى العزيزة ...أعرف أنك فنانة ماهرة ...هل تستطيعين أن ترسمى لى لوحة لشخص عزيز على
ولما لا صفيه لى
سأصف لكى كل شىء فى ملامحه...وسأحكى عنه كل شىء ...سأجعله يتحرك...يسكن...يثور...كل ما أريده منك أن تترجمى كل هذا فى خطوط ..أريد ان أراه فى صورتك...أقصد فى لوحتك.....أريد أن أسمعه...أحسه...أريده حياً يتنفس ويملأ الدنيا جمالاً
أنتى تعقدين الأمور، أرجوكى كونى أكثر دقه أنا لا أعرف ماذا أرسم
انتظرى ..هذه صورته ..ارسميها كما هى ...هل تشعرين بهاتين العينين الحزينتين .....كم أحببتهما...تأملى هذا الحنين القابع بين تفاصيله...تأملى أكثر....هلى ترين هذا الشجن الجميل المنساب من نظرته....دعينى احكى لكى عنه ياصديقتى ....لن أرتب أفكارى ...سأقول لكى ما يرد على خاطرى ...أليس هذا أفضل..
هو ....ماذا أقول عنه؟.....سابح فى عالم بعيد...عالم فريد..أشعر أنه يخاطب هناك فى سماء بعيده مخلوقات أخرى لا نعرفها.ه
شرود عينيه يحدثنى بذلك...صفاء روحه يشدني إلى ذلك العالم الخاص ..ويدفعنى للغوص فى أعماقه..إحساسه العميق بالحياة يسحبنى معه فى رحلة سماوية محلقه.ه
هو...ماذا أقول عنه؟
ثورة البحر أحياناً .....نسمة عابرة أحياناً ....مخلوق يعيش بين السماء والأرض يبحث عن معنى لكل شىء..يريد أن تكون حياته صفحة هامة فى تاريخ الكون ..يمضى باحثا عن الحقيقة والجمال.ه
هو...ماذا أقول عنه؟
حنان دافق....قسوة متحديه...غموض قاتل فى كل كلمة او حركه....سكون الصمت وتمرد البركان ...قلب يفيض بالحب وعقل يهو تفسير طلاسم الحياة وفك ألغازها
هو ...ماذا أقول عنه؟
روح وجسد.....روح سكنتنى وامتزجت بروحى ....وجسد ذهب بعيداً بعدما انطبعت صورته فى نفسى وحفرت تفاصيله فى كيانى.ه
هو الحياة اذا اقترب او اغترب
هو الجمال اذا بقى أو ارتحل
هو المعنى اذا دنا او ابتعد
والآن ايتها الصديقة هل تحتاجين تفاصيلاً اكثر...يا الهى ...هل تسللت روحه الهائمة اليكى؟ أراه فى عينيكى التى ازدادتا لمعاناً والمح قطرة من الدمع متلألئة بين الجفنين دون ان تنزل ....حتى سواد عينيكى أصبح أكثر سواداً
ربما اجتاحك هذا الحزن النبيل الذى يشع من روحه ..أراه يشدك نحو عالمه الأثير ...يجذبك بعمق الى تامل الحياة وما بعد الحياة ...يحلق بكى الى مناطق أخرى غير التى عرفناها او ألفناها ...انه عالمه يا صديقتى....فادخليه..عيشى
تفاصيله...ثم احتويه بخطوطك...لا تدعيه يفلت منك...واسكنيه لوحتك.ه
______________
القاهرة
24/11/2008

Thursday, December 11, 2008

حكاية كل يوم الصبح

خلاص الأجازة خلصت بسرعة وهنرجع الشغل تانى
ويحصل السيناريو بتاع كل يوم
.
.
تبقى نايم فى آمان الله
.
.

وتتفاجأ ان المنبه بيرن علشان وقت الصحيان للشغل

.

.

ويبقى نفسك تكمل نوم شوية
.
.
لكن خلاص بقى لازم تكون نشيط ومصحصح

.

.

وعلشان كده لازم تاخد "الشاور " بتاع كل يوم الصبح
.
.

وتغسل أسنانك.
.
وتكون آخر شياكة
.
.
وكالعادة تبدأ يومك فى الشغل بالمشاكل
.
.
بس اجبارى لازم تظل مبتسم للعالم
.
.
وكل يوم كده ... بالذمة مش حاجه تجنن؟

Sunday, December 7, 2008

والقلب لايزال فى القامة الجبرية

منذ سنوات كثيرة، رأيت فيلما بولنديا صامتا لا يزيد طوله على عشر دقائق، ظلت قصته تعود إلى ذهنى من وقت لآخر، وعلى الأخص كلما رأيت أحدًا من أهلى أو معارفى يصادف فى حياته ما لا قِبَلَ له بردّه أو التحكم فيه.
تبدأ القصة البسيطة بمنظر بحر واسع، يخرج منه رجلان يرتديان ملابسهما الكاملة، ويحملان معا، كل منهما فى طرف، دولابا عتيقا ضخما، يتكون من ثلاث ضلف، وعلى ضلفته الوسطى مرآة كبيرة. يسير الرجلان فى اتجاه الشاطئ وهما يحملان هذا الدولاب بمشقة كبيرة، حتى يصلا إلى البرّ فى حالة إعياء شديد، ثم يبدآن فى التجول فى أنحاء المدينة وهما لا يزالان يحملان الدولاب. فإذا أرادا ركوب الترام حاولا صعود السلم بالدولاب وسط زحام الرّكاب وصيحات الاحتجاج. وإذا أصابهما الجوع وأرادا دخول مطعم، حاولا دخول المطعم بالدولاب فيطردهما صاحب المكان. لا يحتوى الفيلم إلا على تصوير محاولاتهما المستميتة فى الاستمرار فى الحياة وهما يحملان دولابهما الثقيل، إلى أن ينتهى بهما الأمر بالعودة من حيث أتيا، فيبلغان الشاطئ الذى رأيناه فى أول الفيـلم، ثم يغيبـان شيئًا فشيئًا فى البـحـر، حيث تغمرهما الميـاه وهمـا لا يزالان يحملان الدولاب.
منذ رأيت هذا الفيلم وأنا أتصوّر حالى وحال كل من أعرف وكأن كلاً منا يحمل دولابه الثقيل، يأتى معه إلى الدنيا
ويقضى حياته حاملا إيّاه دون أن تكون لديه أية فرصة للتخلص منه، ثم يموت وهو يحمله
على أنه دولاب غير مرئىّ، وقد نقضى حياتنا متظاهرين بعدم وجوده، أو محاولين إخفاءه، ولكنه قدر كل منا المحتوم الذى يحكم تصرفاتنا ومشاعرنا واختياراتنا أو ما نظن أنها اختياراتنا فأنا لم أختر أبى وأمى أو نوع العائلة التى نشأت بها، أو عدد إخوتى وموقعى بينهم، ولم أختر طولى أو قصرى، ولا درجة وسامتى أو دمامتى، أو مواطن القوة والضعف فى جسمى وعقلى.كل هذا علىّ أن أحمله أينما ذهبت، وليس لدىّ أى أمل فى التخلص منه.ه
_______
جلال أمين:ماذا علمتنى الحياة