Saturday, October 20, 2007

ذكريات ليلة ممطره



هناك فى مكان بعيد ....بعيداً عن موطن نشأته وشبابه........فى إحدى الليالى ......كانت السماء ملبدة بالغيوم .....كان كعادته يجلس بكرسيه فى شرفته ليراقب القمر ويحادث النجوم .....فهم اصدقائه منذ القدم .....تعود على أن يحكى لهم كل شئ ...أخباره ....مشاعره ...مخاوفه.....تعود أن يغازل القمر عندما يكون بدراً ويغطى نوره الوجود..كان يغازله حتى تغار النجوم وتزيد من وهجها ولمعانها .وتتراقص أمامه لعلها تنال بعضاً من غزله الجميل...كان يفعل ذلك كل ليلة حتى جاءت(شمس عمره)واستأثرت بكل الغزل والحب ....كم كانا يجلسان معا ً فى ضوء القمر

...أما الآن يجلس فقط كل ليله ليشكوا للقمروالنجوم أحزانه....وآلامه.... كانت الغيوم فى هذه اليلة تحجب القمر والنجوم ......كان يجلس ويشاهد كيف يصارع القمر السحاب والغيوم ليظهر نفسه ....يحاول ان يجد صديقه الجالس هناك وحيدا فى شرفته .....لكن محاولاته كانت بلا جدوى.....وبعد أن فقد الأمل فى أن يرى أصدقائه ....قرر أن يذهب إلى النوم...تناول بعضاً الحبوب فمازال يعانى قسوة المرض ..غفت عيونه ساعة أو إثنتين ....وأستيقظ على صوت قطرات المطر .....خرج سريعاً الى الشرفه ....كان مشتاقاً جدأً للمطر الذى يعشقه ...ويعشق السير تحته......كانت قطرات المطر تتساقط عليه بشده.....فتح زراعيه ليحتضن قطرات المطر ...وأخذ تنهيدة عميقه ....عاودته رغبته فى الجرى تحت المطر....لكنه مريض جدا الآن ...ولن يسمح له أحد بذلك ....ربما يكون قراره بالخروج فى مثل هذا الطقس قرار بالانتحار....ولكن من ذا الذى يستطيع ان يكبت جماح هذا الحصان الذى داخله .....هذا الحصان الجامح الذى يهوى الجرى تحت الأمطار....خرج رغم اعتراض الجميع دون ان يأخذ كوفية أو معطفاً...لم يرد أن يقيده شئ ...سار كثيرا تحت المطر...كان يريد أن يغسل المطر جميع أحزانه
وفجأة ..بدأت تقل قطرات المطر ....ويتعالى صوت الرعد شيئاً فشيئاً.....أيقظ ذلك الصوت صوتا آخر داخله ....أيقظ صوت حزنه الدفين...وأخذ يتعالى مع صوت الرعد حتى أحس بكيانه يضطرب مثل إضطراب السماء بصوت الرعد..فقد القدره على السير الآن ...كبلت الأحزان ذلك الحصان الجامح وعصفت بكيانه حتى عجلت بشيخوخته ....توقف فى منتصف الطريق ....فاجأه نور شديد من السماء ...إنه البرق.....كان يومض بسرعة ويختفى ...أخذ يراقبه ....كانت هناك أشياء اخرى تومض فى ذاكرته مع كل ومضة للبرق...أغمض عينيه ....مع ومضة البرق الأولى ومضت فى ذاكرته صورة البيت الصغير..... ومع الثانيه حديقة البيت.....ومع الثالثه ومضت تلك الليلة الممطره ...كانت الليالى الممطره من لياليهما الخاصه جدا ...يجلسا معاً فى حديقة المنزل تحت المطر...يسير معها وهى تحضن يده كطفل صغير ..وتختبىء فى حضنه مع كل ومضة برق ....تداعبه بروح طفلة صغيرة....فيجرى خلفها....كان وجهها المنمنم بقطرات المطر وخصلات شعرها المبللة التى تتطاير مع الهواء أسطورة لا توصف ولا تحكى..كان لايملك إلا أن يجثو بين يديها فى خشوع تام يتأمل ذلك السحر

ًومع توالى الومضات كان يسمع صوت الحوار واضحا
ــــ رايح فين؟
ـــ هجيب فوطه تنشفى شعرك ..لحسن كده هتاخدى برد
ـــ بس انتا بتحب تشوف شعرى كده تحت المطر
ـــ طبعاً ... بعشقه
ـــ يبقى مش مهم بقى يحصلى ايه ...المهم إنى معاك


تتفجر دموع ساخنة من عينيه الآن ....تزداد شيئا فشيئا حتى تصبح كقطرات المطر .....يفقد قدرته على الصمود..يجثو على ركبتيه....يتعالى صوت الرعد ..وتزداد حدة البرق وسرعة ومضه .....تزداد معه ومضات الذكريات فى عقله
...حجرتها فى المستشفى

.....صورة الأشعه

...تقارير الأطباء

......يوم العملية.

....أصوات الصراخ والبكاء
لم يستطع الصمود واستلقى على الأرض فى منتصف الشارع كجثة هامده لا تستطيع الحراك

يبكى

..ويبكى

..وينتحب

كان أنينه يمزق القلوب .....ويخرج آهاتٍ من أعماقه بأعلى صوت

...إشتد عليه الألم

....تمنى أن تكون هذه ليلته الأخيره


تمنى الموت مع كل دمعه وخفقة قلب

ولكن مع كل الأسف رآه أحدهم من شرفته

...وجرى اليه

..نُقل الى المستشفى وتم إسعافه

أيقن عندما أفاق أن أمنيته لم تتحقق ...وأن أجله لم يحن بعد..فهو لازال على قيد الحياة ...أدرك أن أمامه

....درباً طويلاً من الحزن والحرمان والألم عليه أن يمشيه ويتجرع كأس عذابه حتى يأذن له ربه بالراحة

Monday, October 8, 2007

سنه أولى تدوين


حسناً إنه يومى الأول فى هذا العالم .....عالم جديد.....رغم أننى إعتدت مؤخرا على زيارته كلما سمحت لى الظروف إلا إننى لازلت غريبا عنه .....ولازال غريبا عنى لكننى بعد طول تفكير قررت أن أقتحم هذا العالم......هنا ستكون لى مساحة كافية لأسجل بعضاً من الأحداث الهامة فى حياتى ....مساحة لأنشر آرائى (اللى هتودينى ورا الشمس طبعا...حد عايز ييجى معايا؟.)....مساحة لأن اسجل خواطرى وبنات أفكارى ..... أيضا ربما تكون هذه المساحه البسيطه سبباً فى تواصلى مع اصدقاء الدراسه اللذين تركوا فراغاً كبيرا فى حياتى (وحشتونى ياولاد!!!!)...هنا سيجدونى سيعرفون أخبارى.....سيعلقون عليها ...وسنتواصل....هنا أيضا سأشُرف بالتعرف على اصدقاء جدد....أشاركهم الآراء ..والأفكار ..بعيدا عن القيود ....بعيدا عن سيف الجلاد .....بعيدا عن القمع ...والظلم..... والتعتيم ...هنا سأتعرف على "الأحرار"...ربما تكون هذه الأسباب كافية الآن لأخطو أول خطوة فى هذا العالم
قبل أن أنسى.....إحقاقاً للحق .."رسائل الأحزان" عنوان المدوّنه ...هو إسم كتاب لرائعة الأدب العربى مصطفى صادق الرافعى..انه الكتاب الأول فى ثلاثية جميله كان ثانيها كتاب "أوراق الورد "وثالثها كتاب "السحاب الأحمر" وعلى الرغم من أنى لا املك أى كتاب من الثلاثية الا إننى أعرف انها كتب فلسفية رائعه .....وحالفنى الحظ فى ان أقرأ مقطفات منها........لكن هذا الاسم علق بخاطرى واحببته فجعلته عنوانا لمدونتى ....."رسائل الأحزان"....رسائل سأكتبها ......رسائل كتبتها ...ورسائل كُتِبت الىّ ..رسائل غير موجهه الى أحد إنها "فقط لى" ...لى أنا وحدى...رسائل مُـفرحة أحياناً .....وأحياناً أخرى محزنه.... ..."ليس لأنها من الحزن جاءت ....ولكن لأنها إلى الحزن إنتهت."..........هذا كل شىء.

بصراحه أتمنى إن بدايتى هنا تكون بداية صفحه جديدة ليا مع الحياة ....الشهور اللى فاتت ..كانت فعلا صعبة جداًمحنة بس كبيرة شوية....ناس كتير وقفت جنبى لازم اشكرهم ومخيبش ظنهم أولهم أهلى وثانيهم اصدقائى المهم المحنه دى اتمنى انها تنتهى فى يوم من الأيام لأنى فعلا تعبت....بس للأسف أنا عارف ان ملهاش نهاية .

لكنى هصبر...وهحاول....وهكمل.... واحلم بالراحه والسعاده...يمكن السعاده تكون فى مجرد المحاوله...

فى حد أنا بحترمه وبقدره جداً قالى فى يوم من الأيام: "السعادة فى السعى وعدم التنازل عن الحلم أو الرضا بالنصيب . ..إذا كان فيه حديث فيما معناه ان الدعاء الكتير بيرفع من القدر اللى نازل فممكن القدر بيتغير ...احنا اللى بنشكل النصيب ..طبعا مش هقعد فى البيت وادعى وبس ...وأتواكل ...انما ح اتوكل على الله ...واسعى ...وادعى ...وأصمم على حلمى....وأحط ذكرياتى فى شنطه مقفوله ...وأسيبها ع الرف..وأدور عليا ..وأمسك حلمى...وأمشى ناحيته.....إذا ح نخلى الحياة سعيدة ...غصب عن الدنيا ح نسرق منها الدحكه والبسمه...ونخليها مع الذكريات الحلوه اللى بتخلينا نكمل ونستمر

. وقالى كمان
(Each night…..I put off my collapse for the next day…..till by time now it faded bit by bit …..and its getting smaller and smaller for the cause of LIFE itself is much bigger than the ordeals and sorrow one undergoes)
كلمات على الرغم من بساطتها إلا إن معانيها كبيرة جداً لليفهم صح ....طبعا مهما قلت كلمات شكر مش هتوفيه حقه ..ربنا يكرمه بجد
..........................
هنا هتكون بداية جديده....لو مكتوبلى إنى أنهار مش هنار النهارده .....هحاول... هتمرد ...هعمل أى
حاجه المهم "أنا مش هنهار النهادره".....هقول لنفسى كده كل يوم....هقول لن أعود
الدنيا مش بتقف ....بكرة الشمس هتطلع ...علشان تغيب ....وترجع تانى من جديد....كلنا لازم ننكسر علشان نرجع نقف من تانى ....مش مهم إيه اللى إنكسر جوانا ..المهم إننا نرجع نقف ونكمل ..وننجح ..والناس تشوفنا كويسين ..علشان لازم نكون كده ..ومهما تكون مكسور جواك لازم الناس تشوفك بتدحك..وتدحك..(وكأن الدحكه بجد).......على فكره ......الحياة دى غريبه جدا ..وعجيبه كمان ..صعب فى يوم من الأيام تفهمها....أو حتى تتوقعها..... ....فى ناس واقفه مكانها ....وفى ناس بتطلع وتعلى ..وللأسف فى ناس بتنزل وتنهار...الأدهى إن كل واحد عنده أسبابه.....والأسباب دى ساعات كتير بتكون مقنعه ...........أنا هكون مين فيهم ؟...مش عارف
...بس اللى اعرفه كويس ....إنى عمرى ما هكون من الناس اللى واقفه مكانها.... ..
التحدى:..بكره أنا فين؟؟؟...فوق ولا تحت؟؟؟؟؟؟؟؟
......................................................
أنا شئت أرحل لن أعود الى سراب
وأهيم فى دنياى احترف الغياب
أحرقـت دمعة ذكـرياتى.
حطمت سجنى والقيود
من قال أنى قد أعود
وأبيع ثانية حياتى
لن أعود
ما كان....كان... وليس لى إلاغدى
تبنيه آمالى الكبار
ما كان...كان... فياحياتى تمردى
وتجددى نورٌ ونار
............................................
" لن أعود":لماجده الرومى