Wednesday, January 30, 2008

!وفاء

لم يكن يوما عاديا،حنين غامر يجتاحه... يزلزل مشاعره يهز اركانه... كان يوما من أيامه التى لا تنسى . إرتدى أجمل
ثيابه،تناول زجاجة العطر التى كانت قد أهدتها اليه فى عيد ميلاده السابق ، تأنق بما يكفى ليليق بتلك الأميرة التى سيقابلها بعد وقت قصير، يصل الى ذلك المكان على شاطىء النيل عند تلك الشجرة الكبيرة ،هناك حيث رآها لأول مرة فى حياته ،تذكر المرة الأولى التى إلتقت عيناه بعينيها ،وكيف وجد فيهما وطنه الذى ظل يبحث عنه طوال حياته، حدق قليلاً فى ملامحها وشعر انها محفورة فى كيانه منذ آلاف السنين .
توقف قليلاً هناك يستعيد أجمل ذكرى فى عمره ثم أكمل طريقه الى ذلك المكان الذى جلس معها فيه لأول مره وأصبح منذ وقتها مكانهما الخاص ولم يغيروه طوال تلك السنين ،هناك فى هذا الركن الهادىء على شاطىء النيل وعلى نفس المائده جلس ينتظرها...قد جاء مبكراً جداً فشوقه لها كاد أن يقتله ،وكعادته أخرج ورقة ليكتب لها حتى تأتى ،هكذا كان يفعل دائماً يأتى قبلها ويجلس يكتب لها خطابا جميلأً ثم يخفيه خلسة فى حقيبتها .وبعد انتهاء اللقاء يتصل بها

ممكن تفتحى شنطتك؟--
ليه؟...هلاقى فيها ظرف عليه ورد وقلب احمر كبير مثلاً هههه--

ههههه ياخبيثه ...بسرعه كده شوفتيه--
أول ماركبت العربيه فتحت الشنطه ودورت عليه,على فكره أنا هبدأ أتعود على كده
فيها ايه دى حاجه بسيطه جدا--
دا كتير عليا بجد--
متقوليش كدا تانى ..مفيش حاجه كتيره عليكى--
أخرج ظرفاً عليه "ورد وقلب أحمر كبير" وكتب عليه بخط جميل

"إليكى يا أغلى البشر"


وضعه جانباً ثم تناول الورق وراح يكتب

:إليكى يانور أيامى ، يا درة التاج ،ومنة السماء،إليكى يا نبع الصفاء
أتعلمين حينما تقرأين هذه الكلمات بعد انتهاء لقاءنا بدقائق سأكون قد بدأت أفتفدك من جديد وأبدأ أنتظر لقاءنا القادم...هكذا أقضى وقتى

.دائماً ..إما معكى ..أو فى انتظارك
إفتقدتك بشدة الأيام الماضية،..لم أعرف طعم للراحه.. ولم يدعاب جفنى النوم..فقط لا أستطيع التوقف عن التفكير فيك....أتدرين لاتعنى الحياة شيئاً مادمتى بعيدة عنى ..فقط أيام تمر ..لا شىء جديد إلا شوقى وحنينى إليكى الذى يزداد يوماً بعد يوم..ودموعى الحيرى كل مساء عند غروب الشمس ...أجلس وحيداً بالليل وأحكى للقمر عنك..وأرسل معه سلام لك..أجمع نجوم الليل وأصنع منها عقداً جميلاً لعله يعجبك؟.... لعلكى تزيديه جمالاً عندما ترتديه؟.....
كيف حالك يا أميرتى؟...وما أخبار العمل؟...أخرجت بالأمس إحدى مقالاتك وقرأتها تلك التى تتحدثين فيها عن "التعليم الجامعى" ..ألا ترين كلماتك كانت لازعه الى حد ما؟..دائما تبحثين عن المتاعب .....لكنك دوماً رائعه....أفتقد كلماتك لى. .....أفتقد صوتك الهادىء .أفتقد قصصك الطفوليه ...أفتقد عطفك وحنانك....أفتقد طفولتك وخبثك ..أتدر

:قاطعه النادل

إزيك يافندم ..ياااه طولت علينا المره دى..تأمر بحاجه--
لا شكرا هستناها لما تيجى ونطلب مع بعض..ونظر الى الورق واستغرق فى الكتابة ثانية نظر اليه النادل باستغراب ثم مضى وهو يتمتم
ببعض الكلمات بصوت خافت
أتدرين ..لدى الكثير من الحكايات ..أريد أن أخبرك بكل شىء ..شىء واحد لن أجرؤ على أن أخبرك به; لقد صافحتنى أحدى زميلاتى اليوم فى العمل .....أعرف أنك ستقتلينى لو عرفتى ...لن أستطع أن اخبرك حينما تأتين لكنى لا أستطيع أن أخبى عنك أيضاً...صدقينى هيا لا تعرف أننى لا أسلم بيدى ...فقط مدت يدها ولم أدر ما أفعل ...سامحينى أعرف انه ليس لأحد الحق ان يمسنى غيرك...سلمت عليها لكننى لم أبتسم لها ...أنا لا أبتسم لأى مخلوق غيرك......هل غفرتى لى أم لازلت غاضبة؟ سأعرف من نبرة صوتك حينما تكلمينى بعد أن ترى هذا الخطاب


لماذا تأخرتى يانور العين ...ألا يكفى ما مر من زمن دون أن آراكى....لا أعرف كم من الوقت مضى من دونك...أتراه عام ..أم اثنين ..توقف احساسى بالزمن منذ آخر مرة رأيتك فيها...لم تعد الأيام أياماً ولا الشهور شهوراً ..أصبحت الحياة كئيبة لا معنى لها ..غطاها الظلام منذ أن انطفئت شمس عينيك ...أصبحت أيامى غروبأ مُدمىً بحمرة الشفق ..أصبحت الحياة قاسيه ..قاسية جداً. فهلا تأتى لتدافعى عنى ؟....أتخيلك الآن قادمه ترتدين ذلك الفستان الأسود اللامع والشال القرمزى وحجابك يجمع فى خوطه الجميله بين الأسود والقرمزى ...أرى ابتسامتك الجميله عندما تصافحينى ....تلك التنهيده عندما تجلسين ...دقائق الصمت الجميل التى تخيم علينا قبل أن نبدأ فى الكلام..حينما أغرق فى عينيك طويلاً وأنسى أن أتنفس فأشهق مثل الغريق..فقط عيوننا تنطق بما لا يجرؤ اللسان على نطقه....عندما تغوصين بعينيك داخلى وتقرأين ما أعجز عن قوله فأنا أمامك كتاب مفتوح على مصرعيه... تقرأيه وتمحى بعطفك كل آلامه


ترك القلم ..نظر الى النيل ..رأى انعكاس وجهها على صفحاته..راح يتساءل من أين لوجهها بهذا الصفاء....تنهد وردد...يا وجهها ما أبعدك!!تذكر المره الأخيره حينما كانت أمامه ونظر الى النيل وشرد قليلاً فقاطعته متقمصة دور الطفله الخبيثه..كثيراً ما كانت تجيد هذا الدور

حلو النيل صح؟ بيقولوا انه هيمشى بعد ثاعه..طيب الفهولك وتاخده معاك ياعمو؟--
ههه...لا مش هيمشى بس بحب اتخيل صورتك منعكسه على وش الميه--
طيب ...اللى تــثوفه .. أقوم انا من قدامك علثان تثوفه كويس ياعمو؟--
انتى بتتكلمى كده ليه؟-

أصل بثراحه ثنتى اتكثرت--
امتا ياشقيه؟--
دلوقت وانتا ثرحان فى النيل بتاعك--
هههههههههه ..انتى فظيعه--
وانا عايزه اثوف عينيك--

أمسك بالقلم مرة أخرى

أتدرين أريد أن أعتذر لكى عن شرودى فى المره الأخيره حينما نظرت إلى النيل ...أعدك ألا أنظر إليه هذه المرة ...لا أعتقد انى سأنظر الى أى شىء إلا عينيك...لن أتحدث ..لن أحرك ساكناً....فقط سأجلس فى سكون وأحاول أن أختزن كل كلماتك وحركاتك وتفاصيلك الدقيقه فى ذاكرتى لكى أستدعيها عندما يغمرنى الحنين اليكى

تأخرتى كثيراً ياصغيرتى ...ألن تأتى بعد؟.....هل نسيت نفسكى فى العمل؟ ...أم أنه الزحام؟...... .أم جدال مع رئيس التحرير..أم أنها احدى زميلاتك الثرثارات عطلتك عنى؟
أغار من زميلاتك لأنهم يرونك أكثر منى ...أغار أيضاً من كتبك التى تحتضنيها بيديك ...أغار عليك من نسائم الهواء حينما تداعب وجهك...أعرف أنى قد جننت ....نعم لم يترك هواك فى رأسى ذرة من العقل...ولم أعد أشعر بقلبى إذ أحسه دائما عندك يحوم حولك ليطمئن عليك ...هل يرضيكى أن أعيش بلاقلب أو عقل..هل ترضيكى أيضاً قسوة الحياة؟

ارتعشت يداه قليلاً.....أطبق على القلم ليكمل

لماذا تأخرتى يانور العين . ....أعرف انه ليس العمل ...وليس الزحام ....ولا رئيس التحرير .وليست أيضاً احدى زميلاتك.....أعرف أنكى لن تأتى
إعلمى فقط انى هنا انتظرك ..فى نفس المكان فى نفس الموعد...اعلمى انى لازلت على عهدى معك

ترك قلمه ...وطبق الخطاب وتناول الظرف الذى تزينه والورود وقلب أحمر كبير
نظر إلى كلماته التى كتبها عليه

"إليكى يا أغلى البشر"

أخذ تنهيدة عميقه تنم عن ألم دفين وأمسك بالقلم وشطب هذه الكلمه وكتب تحتها
"إلى روحها الطاهره....كم غررت بنا الدنيا من بعدك
"

ألقى رسالته فى أحضان النيل ...وذهب محاولاً اخفاء دموعه الحاره عن الجالسين

Tuesday, January 15, 2008

Answered prayers*


!!!أريدك
أعرف أني أريد المحال
وأنك فوق إدعاء الخيال
وفوق الحيازة، فوق النوال
وأطيبُ مافي الطيوب
وأجملُ مافي الجمال
..............
!!!أريدك
أعرف أنكِ، لاشئ غيراحتمال
وغير افتراض
وغير سؤالٍ .. يجر سؤال
ووعدٌ ببالِ العناقيد
بالِ الدوال
..............
!!!أريدك
أعلم أنى النجوم أروم
ودون هوانا تقوم تخوم
طوالٍ..طوالٍ.. كلونِِِِِ المحال
كرجع المواويل بين الجبال
.........
ولكن..على الرغم مما هوَ
وأسطورة الجاهِ والمستوى
أجوب عليك الذرى والتلال
وأفتح عنك عيون الكُوى
وأمشي..لعلي ذات زوال
أراكِ على شقرة الملتوى
........
ويوم تلوحين لي
على لوحة المغرب المخملي
تباشير شال
....يجر نجوماً
....يجر كروماً
....يجر غلال
سأعرف أنك أصبحت لي
!!وأني لمست حدود المحال
******
_______________________________
* Wonderful novel by Danielle Steel
القصيده لنذار قبانى

Thursday, January 3, 2008

هروباً من صخب الحياة


إيه رأيكم أسيبكم شوية مع صوت نغم؟